السبت، 28 يوليو 2012

نحو إستراتجية المقاربة بالكفاءات.


إن متطلبات العصر و الانفجار المعرفي تفرض على المجتمع استمرارية التغير و التجديد، نتيجة تطلع الأفراد نحو مسايرة المستجدات للاستفادة حتى تلك المتطلبات التي تصنع الرقي و الازدهار الحضاري و الثقافي، بحيث يتم اختيار ما يتناسب و حاجيات الفرد.
في هذا السياق يسعى النظام التربوي بالجزائر إلى إيجاد التوازن الموضوعي و المنهجي لعناصر المنظومة التعليمية بدءا بالغايات و انتهاء بالتقويم و التوجيه المدرسي و المهني، و لتحقيق هذا الغرض يتم اختيار بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات التي تقوم على أسس نفسية و تربوية يتم الانتقال فيها من منطق التعليم الذي يركز على المادة المعرفية إلى منطق التعلم الذي يهتم بالمتعلم و يجعل دوره محوريا في الفعل التربوي.
تجدر الإشارة هنا أن الأساس العلمي لهذه المنهجية يعود إلى المدرسة البنائية التي ترى أن هناك حلقة وصل بين المثير و الذات و الاستجابة، بمعنى أنها تشجع المتعلم على المبادرة بنفسه للتعلم، مستثمرا في ذلك مجموعة الاستعدادات و الإمكانات الذاتية من أجل تفعيل دوره داخل و خارج المدرسة، و يندرج هذا ضمن التصور الذي يجعل المعلم مبدعا تلقائيا أكثر من كونه ملما للمعارف، و يكون المتعلم فيها مشاركا و فاعلا إيجابيا في العملية التعليمية التعلمية.
ما هي الكفاءة؟
 الكفاءة هي تعبئة مجموعة الاستعدادات و القدرات و المعارف التي يوظفها الفرد بمهارة و فاعلية للتكيف مع وضعية مشكلة.

خصائص الكفاءة:   
1-   تتحقق الكفاءة   من خلال إدماج المعارف العلمية و معارف التجربة الذاتية و المهارات و القدرات بصورة منظمة و منسقة.
2-   الكفاءة وظيفية توجب على المتعلم إنتاج مجموعة من السلوكات تجاه وضعية مشكلة.
3-   الكفاءة رصيد كامن في متناول كل فرد، يتطور بالممارسة و لا يزول بعدم الممارسة.
4-   الغائية بمعنى أن غايتها نفعية لها دلالة بالنسبة للمتعلم (تعلم فعل الكتابة هو كفاءة تمكن الفرد من التواصل بواسطة كتابة رسالة مثلا.)
5-   قابلة للتقويم بناءا على النتائج المحصل عليها.
أنواع الكفاءة حسب مستوياتها:
كفاءة قاعدية: هي نواتج التعلم الأساسية المرتبطة بالوحدات التعليمية، و هي الأساس التي بني عليه العلم.
كفاءة مرحلية: هي مجموعة من الكفاءات القاعدية تسمح بتوضيح الأهداف الختامية من أجل تجسيدها و هي تتعلق بشهر أو فصل.
كفاءة ختامية: تعبر عن مفهوم إدماجي لمجموعة من الكفاءات المرحلية تبنى خلال سنة أو طور.
قياس الكفاءة:
يركز النمط التقويمي في منهجية المقاربة بالكفاءات على قياس أداء المتعلم في توظيف معارفه المكتسبة لمعالجة وضعيات مشكلة، و تجاوز حواجزها، و مؤشر الكفاءة هو الذي يعبر عن الأداء المعرفي و السلوكي الذي يمكن بواسطته معرفة مدى تحكم المتعلم في الكفاءة المكتسبة.
وسائل قياس الكفاءة
أ‌-       الاختبارات: يجب مراعاة النقاط التالية:
-         أن تقوم عناصر الاختبار إنتاج التلاميذ.
-         أن يكون مستوعبا لمستويات الكفاءة.
-         أن يقيس فعلا مؤشرات الكفاءة حسب مستوياتها الزمنية.
-         أن تكون الأنشطة مميزة بين التلاميذ الذين تحقق فيهم مؤشر الكفاءة و أولئك الذين لم يتحقق فيهم، و أن تتدرج الأسئلة في صعوبتها (مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ).
ب‌-  القياس بالملاحظة: و هي المشاهدة التي يقوم بها الفاحص لتسجيل الظواهر البارزة على الفرد و يراعي فيها مجموعة من الشروط و أهمها:
-         أن تكون مشاهدة موضوع الملاحظة متاحة و متيسرة.
-         سهولة تحويل المشاهدة إلى بيانات رقمية.
-         القدرة على استعمال أدوات الملاحظة (شبكة الملاحظة،سجل الملاحظة...)
التوجيه المدرسي ضمن منهجية المقاربة بالكفاءات:
إن التوجيه المدرسي و المهني كان و لا يزال يعمل ضمن هذه المنهجية، فهو يساعد التلميذ على اكتشاف ذاته و محيطه الخارجي، و يعمل على تكوين شخصية المتعلم من خلال تحقيق التوافق بين المعطيين ليكون في مستوى المسؤولية لاتخاذ القرارات المناسبة لبلوغ الطموحات و تحقيق مشروعه الفردي المستقبلي.
و يتجسد ذلك من خلال النشاطات المنجزة في المجالات التالية:
أ‌-       في مجال الإعلام: الإعلام المدرسي نشاط تربوي يساهم في تكوين مواقف و تهذيب الاتجاهات لدى التلميذ قصد بناء مشروعه المستقبلي يتم ذلك عن طريق لقاءات فردية و جماعية تتمحور حول مستلزمات الشعب الدراسية و عالم المهن و الشغل من جهة و تزويده بطرق البحث و الاستعلام الذاتي من جهة أخرى.
كما يتوجه الإعلام للأستاذ و الأولياء لتحسيسهم بضرورة مساعدة التلميذ لتحقيق كفاءة الاختيار الشخصي و السليم.
ب‌- في مجال الإرشاد النفسي و التربوي:
يعتبر الإرشاد النفسي من أهم النشاطات التي يقوم بها مستشار التوجيه المدرسي و المهني للتلميذ بغرض مساعدته على فهم ذاته و محيطه لتنمية شخصية مستقلة تهتم بروح المبادرة في أخذ القرار، و يكون ذلك في أغلب الأحيان باستعمال أو تطبيق علاقة المساعدة في لقاء فردي مع التلميذ، يسعى من خلاله مستشار التوجيه إلى مساعدة التلميذ على كشف ذاته و محاولة تكييفها مع الواقع، بالربط بين قدرات و مميزات هذه الذات و متطلبات الوسط الخارجي.
كما يمكن تتم المساعدة عن طريق اللقاءات الجماعية، باستعمال تقنية دينامكية الجماعة مع التلاميذ عن طريق تشكيل أفواج ينشطها مستشار التوجيه تقوم أساسا على تداعي أفكار التلاميذ و الهدف منها معالجة الوضعيات الدراسية و التربوية بصفة عامة.
أ‌-       في مجال التقويم:
يعتمد مستشار التوجيه على وسائل عديدة في عملية التقويم منها: بطاقة المتابعة و التوجيه، استبيان الميول و الاهتمامات، المقابلات الفردية و الجماعية و يعد تحليل النتائج المدرسية أهم وسيلة تمكنه نسبيا من معرفة مستوى التلميذ و معالجة نقاط ضعفه بالتنسيق مع الفريق التربوي و الإداري و من ثمة مساعدة المتعلم على حل المشكلات و تجاوزها.
  • منهجية المقاربة بالكفاءات ليست قطعية مع المناهج البيداغوجية المعروفة، إنما هي استمرارية و تجديد تهدف إلى تجسيد الفعل التربوي من أجل تحسين إستراتيجية التعلم من خلال جعل التلميذ المحور الأساسي في العملية التعليمية التعلمية، حتى ينشأ فرد قادر على التكيف لمختلف الوضعيات التي تواجهه داخل و خارج المدرسة.

نجاح هذه العملية مرهون بتحسيس كل المعنيين بالعملية التربوية لأداء مهامهم على أكمل وجه، و هذا الأخير يستدعي تكوين قاعدي للمكونين لاستيعاب مضامين البرامج الجديدة التي يمكن أن تطبق إذا لم تتوفر الوسائل التعليمية اللازمة، و إذا لم تكن روح المبادرة اللازمة و اجتهاد كبير من طرف مكون كفء تشجعه في ذلك الحوافز المادية و المعنوية لتحقيق الأهداف التربوية المرجوة.   

الجمعة، 6 يوليو 2012

كيفية تنظيم مكتب مستشار التوجيه و الإرشاد المدرسي و المهني


المكتب: يجب أن يحتل موقع إستراتيجي داخل المؤسسة  بحيث يكون سهل الاتصال به من طرف التلاميذ و الأساتذة
اللافتة: يجب أن توجد لافتة على الباب تنبه إلى وجود المكتب بهدف تسهيل التعرف عليه.
1-   الوسائل:
·       مكتب المستشار
·       الخزانة
·       الطاولات
·       رفوف Rayonnage

2-   التنظيم: يشير إلى كيفية تنظيم الملفات و الوسائل المعتمدة في العمل.

أ‌-       الملفات: تحوي خزانة مستشار التوجيه و الإرشاد المدرسي و المهني على مجموعة من الملفات التي يجب أن تنظم وفق أساليب حديثة لتسهيل عملية استغلالها، و أهم الملفات التي لبد أن تكون موجودة في خزانة مستشار التوجيه:

2-1 ملف الإعلام: و يحتوي على كل المستويات الدراسية التي يتدخل فيها من السنة الخامسة أساسي إلى غاية الثالثة ثانوي ( 5 ابتدائي، أولى متوسط، 3 متوسط،4 متوسط، الأولى و الثالثة ثانوي) و كل مستوى يوضع في ملف خاص و كل ملف لبد و أن يحتوي على ما يلي:
·       محتوى الحصة.
·       البطاقة التقنية.
·       السندات الإعلامية.
·       استبيان تقييم صدى الإعلام.
·       تقرير عن عملية الإعلام.

2 -2ملف خاص بالبرنامج الأسبوعي: ويحتوي جداول البرمجة الأسبوعية لنشاطات المستشار و ترتب من بداية أول برمجة من واحد 1 إلى .... نهاية كل شهر لبد من وجود 4 جداول للبرمجة. و توضع كل برامج السنة الدراسية على حدى مثلا: برامج السنة 1999 – 2000 لوحدها و لسنة 2000- 2001 لوحدها وهكذا....

2-3 ملف خاص بتقارير النشطات: بعد كل نشاط يحضر مستشار التوجيه تقرير، و يوضع في ملف خاص به و توضع تقارير كل سنة دراسية لوحدها.

2-4 ملفات المتابعة: خاصة بتلاميذ الأولى ثانوي: يفتح ملف خاص بكل قسم من السنوات الأولى ثانوي و داخل الملف يفتح بدوره ملف خاص بكل تلميذ الذي يحتوي على بطاقة المتابعة و التوجيه لسنة 4 م-1ثا ، بطاقة تعريف التلميذ، استبيان الاهتمامات و الميول، مقابلات مع التلميذ، بطاقة خاصة بمعلومات صحية أو نفسية إن وجدت لدى التلميذ.

2-5 ملف خاص بالدراسات: يفتح ملف خاص بكل دراسة بعنوانها و داخل ملف خاص بالإضافة إلى تقرير خاص بكيفية إجراء الدراسات، الوسائل، الأهداف، النتائج... البطاقة التقنية.

2-6 ملف خاص بالاستدراك: يحتوي على المنشور الوزاري الذي يحدد تنظيمه بطاقة فنية و تقنية و استمارات خاصة بكيفية التدخل في العملية و تقرير خاص عن كيفية تنظيم نتائج العملية.

2-7 ملف خاص بالروائز و الاختبارات النفسية:  يحتوي على أهم الروائز و الاختبارات الموجودة و التي يستغلها المستشار في عمله و تقرير خاص بتطبيق الاختبارات و النتائج المستخلصة في حالة التطبيق.
2-8 ملفات مختلفة:
أ‌-       ملف خاص بمجالس الأقسام و التوصيات المستخلصة و كذا تقارير بعد كل مجلس، [ و يوضع داخل ملف المتابعة]
ب‌-  ملف التوجيه إلى أولى ثانوي.
ت‌- ملف الطعن: يحرر بعد نهاية العملية.
ث‌- ملف خاص بتقييم النتائج الدراسية للتلميذ خاصة السنوات الثانية و الثالثة.
ج‌-   ملف خاص بنتائج التوجيه المسبق و بالتوجيه النهائي في مجالس القبول و التوجيه.
ح‌-   ملفات إعلامية عامة حول الظواهر النفسية و الاجتماعية يستغله المستشار في تكوينه الذاتي و كذا إعلام التلاميذ.

3-   مختلف السجلات و الكراريس:  تحتوي خزانة المستشار على مجموعة من السجلات المهمة :
·       الكراس اليومي : تسجل فيه النشاطات اليومية بالتفصيل ( نوع النشاط، المكان، الملاحظات).
·       كراس الاجتماعات و التكوين: تسجل فيه كل الاجتماعات بتوزيعها بالإضافة إلى نشاطات التكوين في جزء خاص به.
·       سجل المتابع و التوجيه لتلاميذ الأولى ثانوي: تسجل فيه النتائج الدراسية للتلميذ و كذا رغباته و قرارات التوجيه المسبق و النهائي.
·       الكتب: إيجاد مكتبة مصغرة في المكتب فيها كتب في التخصص تستغل في التكوين الذاتي و لاستغلالها من طرف الأساتذة إن أمكن. 
·       سجل الاستقبالات و المقابلات.

4-   خلية التوثيق و الإعلام: توجد داخل المكتب مفتاح الخلية تحتوي على كل ما يتعلق بعالم التكوين، التكوين المهني، التكوين الجامعي... و تنظم في ملفات في عناوين لكل مستوى دراسي و يمكن تنظيمها على مستوى المكتبة.
5-   المناشير الوزارية: لاستغلالها في العمل البيداغوجي أو الإداري، تجمع في مصنف و تصنف حسب المواضيع أو التواريخ.
6-   المعلقات: داخل المكتب: يعلق البرنامج السنوي، إحصائيات مقاطعة التدخل، برنامج تتبعي للنشاطات، البرنامج الأسبوعي، المواقيت و برنامج الأقسام.
-         قائمة الأساتذة المسؤولين عن المواد.
-         التوقيت الرسمي للتلاميذ خاصة أوقات الفراغ.
-         هيكلة المنظومة التربوية.
-         هيكلة وزارة التربية الوطنية.
-         هيكلة مديرية التربية للولاية.
-         تنظيم مقاطعة المركز.

الأحد، 10 يونيو 2012

مقدمة حول التوجيه


مقدمـــــــة :

يعتبر التوجيه المدرسي و المهني من أهم العمليات التربوية وأعقدها التي ترتكز عليها فاعلية النشاطات التربوية و دافعية المتعلمين ذلك انه يساهم في تحسين المستوى الدراسي للتلاميذ والمردود التربوي للمدرسة. من خلال سعيه إلى تحقيق التوافق بين امكانات الفرد وقدراته وطموحاته وبين متطلبات الفروع الدراسية عن طريق مساعدته على إنضاج شخصيته وتجاوز الصعوبات التي تعترضه بواسطة الارشاد النفسي والتربوي، وتعريفه بالمحيط الدراسي ، الاجتماعي والمهني أو الاقتصادي بواسطة مختلف الوسائل الإعلامية والاستكشافية.

و من هنا أصبح التوجيه المدرسي و المهني محور المناقشات التربوية و السياسية في بلادنا في السنوات الأخيرة ، كما أنه أصبح ضحية الاتهامات و اللوم في كل خلل يصيب المنظومة التربوية و المجتمع ككل سواء كان فشلا دراسيا أم تسربا مدرسيا أم ضعفا للمستوى العام أو انحرافا اجتماعيا …الخ . بالرغم من أن أسباب المشكلات التربوية متعددة ومتداخلة ،باعتبار أن المنظومة التربوية تتفاعل مع جميع مكونات المحيط الذي تتواجد فيه سلبا و إيجابا. كما أن التوجيه المدرسي و المهني ليس بعملية منفصلة ومستقلة بذاتها أو معزولة عن العمليات التربوية الأخرى و الشروط التي تحيط به بل هو جزء لا يتجزأ من مكونات النسق التربوي.

ولذلك فمنذ المحاولات الأولى لإدماج مستشـاري التوجيه المدرسي و المهني في الوسط التربوي من خلال تعيينهم في الثانويات في بداية التسعينات الى يومنا الحالي في عام 2008 أصبحت الغاية المنشودة والأهداف المنتظرة لذلك بعيدة المنال بسبب النقائص و العقبات التي تواجههم في الميدان من عدة زوايا.فمن خلال الملاحظات الأولية يبدوا أن التوجيه المدرسي والإرشاد النفسي مازال لم يحض بعد بالمكانة الإستراتيجية في العملية التربوية. و مازال ينظر اليه من قبل جميع أفراد الأسرة التربوية على أنه عملية توزيع للتلاميذ على الشعب الدراسية في نهاية السنة الدراسية . وهو ما جعل المختص في الإرشاد والتوجيه لا يرقى الى المهام الأساسية الموكلة إليه .